السبت, 28 ديسمبر, 2024


الجودة والتميز.. قصة نجاح يقودها محمد بن راشد منذ 26 عاماً
سبتمبر 13, 2020

تزامناً مع اليوم العالمي للجودة، الذي وافق، أمس، الثاني عشر من نوفمبر، تحتفي دولة الإمارات بمسيرة متفردة في تحقيق التميز الحكومي القائم على مفاهيم الجودة الشاملة، يقودها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، منذ عام 1994، لتمثل منذ 26 عاماً إلى يومنا هذا قصة نجاح وتجربة استثنائية ومثالاً يحتذى لحكومات العالم الساعية إلى التطوير والتميز والريادة بعملها لخدمة مجتمعها.

وأصبحت منظومة التميز الحكومي الإماراتية مرجعية عالمية للحكومات لتحقيق أعلى درجات جودة الأداء، وبناء عمليات التحديث والتطوير الشامل وتحسين الكفاءة والإنتاجية وتقييم الأداء المؤسسي الذي يركز على النتائج، باعتبار التميز خياراً استراتيجياً في منظومة عمل حكومة دولة الإمارات يقوم على الابتكار المستدام، واستشراف المستقبل وتطوير قدرات الكوادر البشرية وتوظيف التكنولوجيا الحديثة وأدوات المستقبل.

رؤى

وأكد معالي محمد عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، أن رؤى وتوجهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، شكلت على مدى 26 عاماً منهجاً استثنائياً ورسخت فكراً حكومياً فريداً يتبنى الجودة والتميز واستدامة التطوير والتحديث، ليصبح مصدر إلهام للحكومات ونموذجاً يحتذى عالمياً.

وقال معاليه: إن ما يميز نموذج العمل الحكومي في دولة الإمارات تركيزه على الإنسان وتحسين حياته استناداً إلى مجموعة أسس تتضمن استشراف المستقبل، وتعزيز الجاهزية والمرونة الحكومية، والاستثمار في الموارد البشرية وبناء قدرات الكوادر الوطنية، وتمكينها بالأدوات والمهارات اللازمة للمشاركة في تطوير أطر وممارسات العمل الحكومي ما ينعكس إيجاباً على مسيرة التنمية ويعزز ريادة الدولة وتنافسيتها عالمياً.

رحلة التميز

وانطلقت مسيرة التميز في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ أكثر من عقدين، بدءاً من جائزة دبي للجودة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عام 1994، لتتوالى بعد ذلك برامج التميز والجودة على المستوى المحلي بهدف تعزيز تبني ثقافة التميز أساساً للارتقاء بالعمل الحكومي، وصولاً إلى إنشاء برنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي في عام 2009.

وفي عام 2015 أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، منظومة التميز الحكومي الإماراتية، وقد تم الاعتماد في تصميمها على أهم برامج ومبادرات التطوير الحكومي العالمية التي تم تبنيها وتطبيقها في حكومة دولة الإمارات، لتشكل امتداداً لرحلة التميز التي مرت بها الدولة وتكون مرجعاً عالمياً للحكومات الساعية للريادة في العمل الحكومي.

وكانت بداية مسيرة التميز والجودة عام 1994 بإطلاق جائزة دبي للجودة، ومن ثم إطلاق برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز عام 1997، تلته جائزة الشيخ خليفة للامتياز عام 1999، وفي عام 2004 أعلنت حكومة رأس الخيمة إطلاق برنامج الشيخ صقر للتميز الحكومي، فيما تم إطلاق جائزة أبوظبي للأداء الحكومي المتميز عام 2007، ولاحقا لذلك في عام 2008 تم إطلاق برنامج عجمان للتميز. وشهد عام 2009 إطلاق جائزة الإمارات للأداء الحكومي المتميز التي تواصلت 3 دورات أعوام 2010، 2012، 2014، ومن ثم وجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في عام 2015 بتغيير اسم الجائزة لتصبح جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز.

وفي العام ذاته تم إطلاق برنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي ليشكل مرجعية حكومية موحدة في مجالات التميز والريادة والجودة الشاملة، وإطلاق منظومة التميز الحكومي الإماراتية.

اعتماد عالمي

وشهد العام 2017 اعتماد منظومة التميز الحكومي الإماراتية من 9 منظمات دولية متخصصة لتصبح أول نموذج للتميز في القطاع الحكومي على مستوى العالم، ما دفع العديد من الدول إلى تبنيها باعتبارها نموذجاً مرناً يتكيف مع مختلف الحكومات واحتياجاتها، كما تم تطبيق المنظومة في كافة الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية في الدولة.

وشملت قائمة المنظمات الدولية التي اعتمدت المنظومة كلاً من: منظمة الجودة الأوروبية (EOQ)، المنظمة الآسيوية للجودة (APQO)، المنظمة الأسترالية للجودة (AOQ)، مؤسسة جوران العالمية (Juran Global)، المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة (EFQM)، والأكاديمية الدولية للجودة (IAQ)، والجمعية الأمريكية للجودة (ASQ)، والرابطة الآسيوية للجودة (ANQ)، وجامعة ميامي. واستمراراً لمسيرة التميز والجودة الشاملة، أطلقت حكومة أم القيوين عام 2019 جائزة سعود بن راشد المعلا للأداء الحكومي المتميز.

وفي أكتوبر 2020، أعلنت حكومة دولة الإمارات إطلاق مرحلة جديدة في مسيرة التميز الحكومي، تتضمن تحديث وتطوير منظومة عمل متكاملة برؤية استشرافية تركز على النتائج والقيمة المميزة وتتبنى منهجية عمل استباقية ومرنة، تعزز جاهزية الجهات الحكومية وقدرتها على استشراف المتغيرات واستخدام التكنولوجيا المتقدمة وتبني نماذج عمل حكومية جديدة ومبتكرة وتقديم أفضل خدمات حكومية في العالم.

وترتكز المرحلة الجديدة على ثلاثة محاور تشمل تطوير منظومة التميز الحكومي، ونموذج قيادات التميز، ونموذج الموظف القدوة، والمواهب المحترفة، وتركز على التمكين الذاتي وتعزيز الشراكات والتكامل، وترسيخ روح الفريق الواحد، وتتبنى نموذجاً مبتكراً هو الأول من نوعه عالمياً في التقييم عن بعد.

الجدير بالذكر أن دول العالم تحتفل باليوم العالمي للجودة، الذي يصادف ثاني خميس من نوفمبر كل عام، وقد أعلنت الأمم المتحدة هذا اليوم منذ عام 1990 للاحتفاء بالجودة، وزيادة الوعي بأهميتها حول العالم.