الأحد, 29 ديسمبر, 2024


القرقاوي: «صناعة الأمل» رسالتنا للمنطقة
20, 2020
Blog-cover-size-5

أكد معالي محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، أن دولة الإمارات منذ تأسيسها تتبنى رسالة نبيلة وتقوم بدور محوري في صناعة الأمل ونشره في المنطقة، ولاسيما بين الشباب وأجيال المستقبل، انطلاقاً من القناعة الإماراتية الراسخة بضرورة التواجد بشكل فعال وخلق تأثير إيجابي إقليمياً وعالمياً.
جاء ذلك خلال القمة العالمية لرواد التغيير التي ينظمها المنتدى الاقتصادي العالمي افتراضياً خلال الفترة من 16 إلى 20 نوفمبر

الجاري، وذلك بمشاركة واسعة
تضم أكثر من 750 شخصية قيادية ومؤثرة في القطاعات الحكومية والاقتصادية والأعمال والمجتمع المدني من أكثر من 90 دولة، بهدف البحث في الفرص والحلول الكفيلة بإحداث تغيير إيجابي في مختلف المجالات.

تجربة رائدة
وخلال كلمته، استعرض معالي القرقاوي مسيرة دولة الإمارات وتجربتها الرائدة في العديد من المجالات، لاسيما الابتكار والتكنولوجيا والتطوير الحكومي، وكيف استطاعت الدولة تطوير نظم العمل والبنية التحتية لكافة القطاعات بشكل متواصل، ما مكّنها من التعامل مع التحديات التي تسببت بها الجائحة في مختلف القطاعات باقتدار، حيث نجحت المؤسسات والهيئات الحكومية في مواصلة تقديم شتى الخدمات على منصاتها الرقمية.
وأرجع معاليه هذه القدرة والإمكانات الكبيرة لمنظومة العمل الحكومي في الإمارات لعدة عوامل، يأتي في مقدمتها اهتمام القيادة الإماراتية بتبني واستخدام التكنولوجيا الحديثة في كافة المجالات، باعتبارها ضرورة ملحة من شأنها أن تسهم في رسم المستقبل المشرق الذي تتطلع إليه الإمارات، إضافة إلى الاستثمار في المواهب والكفاءات البشرية، بوصفهم المحرك الأساسي للعملية التنموية بمختلف مساراتها.
وأشار القرقاوي إلى أن البنية التحتية التكنولوجية المتطورة أسهمت في تعزيز جاهزية مختلف القطاعات الحيوية، ولاسيما قطاع التعليم الذي نجح في التحول إلى منظومة التعلم عن بعد بسرعة وكفاءة كبيرتين، ما كان له الأثر الأكبر في استكمال العام الدراسي وحضور الطلاب للفصول المقررة افتراضياً دون انقطاع، وقياساً على ذلك تمكنت القطاعات الأخرى من تجاوز تداعيات هذه الظروف الاستثنائية.

أفضل الممارسات
وأضاف معاليه: إن مسيرة الإمارات اعتمدت دوماً على بناء حكومة قوية قادرة على قيادة الدولة نحو النجاح عبر تبني أفضل الممارسات ونظم الحوكمة الرشيدة، مشيراً إلى أن ظهور جائحة «كوفيد-19» أبرز الحاجة الماسة لتطوير منظومات العمل التي من شأنها أن تعزز قدرة الحكومات على الاستجابة السريعة لمثل هذه الظروف.
وأكد معاليه أن المرحلة الراهنة تشكل بلا شك وقتاً استثنائياً ونقطة تحول في التاريخ الإنساني تستلزم إيجاد أطر مبتكرة للعمل المشترك والتعاون الهادف إلى خدمة الإنسانية، بغية التغلب على التحديات الحالية ودعم البشر في كل مكان ومساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها العالم، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي مطالب بتوفير حلول فعالة تضمن توزيع اللقاحات المنتظرة بسرعة وعلى الجميع من دون تمييز.

الاستجابة السريعة
وألقى القرقاوي الضوء على جهود الاستجابة السريعة التي قامت بها الإمارات عقب انتشار الجائحة، بهدف الاضطلاع بدورها كعضو إيجابي ونشط في المجتمع الدولي، حيث سارعت الدولة بإرسال 1613 طناً من المساعدات الطبية لأكثر من 120 دولة، استفاد منها 1.54 مليون من الطواقم الطبية، مشيداً بقرار طيران الإمارات خلق منصة لوجستية لنقل اللقاح والإسهام في الجهود الرامية إلى دعم البشر والدول في مواجهة هذا التحدي الصعب.
كما أشار معاليه في كلمته إلى الخطوات والإنجازات المهمة التي حققتها الإمارات في الآونة الأخيرة في مجال المساعدات الإنسانية، لاسيما في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من ظروف صعبة أثرت على حياة أعداد كبيرة من البشر، لافتاً إلى حرص الدولة على طرح مبادرات مبتكرة تحقق أهدافاً كبيرة على المدى البعيد مثل المدرسة الرقمية التي جرى إطلاقها مؤخراً لتوفير التعليم لنحو مليون طفل، وخاصةً من النازحين واللاجئين.

الشباب العربي
وسلط معالي القرقاوي الضوء على نتائج استطلاع «أصداء بي سي دبليو» السنوي الثاني عشر لرأي الشباب العربي الذي صدر مؤخراً، واستمرار دولة الإمارات للعام التاسع على التوالي «البلد المفضل» بالنسبة للشباب العربي، الأمر الذي يرسخ مكانة الدولة بين أوساط الشباب العربي كواحدة من أفضل الأماكن للعيش، وتوفير بيئة لجذب المواهب وأهم الشركات من المنطقة والعالم وتوفير الفرص لهم، ومنها سوق دوت كوم التي بدأها شاب سوري قبل سنوات في الدولة.

الاتفاق الإبراهيمي
على صعيد آخر، أكد معالي القرقاوي أن دولة الإمارات تسعى منذ تأسيسها إلى إحلال السلام في المنطقة والعالم، وتتبنى نهجاً يرمي إلى مساعدة الدول على تجاوز خلافاتها عبر الحوار العاقل ونبذ العنف، مشيراً إلى أن الاتفاق الإبراهيمي للسلام يعكس قناعة الإمارات بضرورة تبني نهج جديد للسلام بعد أن عانت المنطقة من ويلات الحروب التي راح ضحيتها أعداد هائلة من البشر، فضلاً عن تكلفة اقتصادية تعدت تريليونات الدولارات. وأشار إلى أن قرار الإمارات بتوقيع الاتفاق الإبراهيمي للسلام له أبعاد متعددة، يندرج ضمنها الدافع الأخلاقي والإحساس بالمسؤولية تجاه المنطقة بأسرها وجيل الشباب في المستقبل، والقناعة الكاملة أن السلام هو الخيار الأفضل للشعوب، داعياً القوى العالمية والمجتمع الدولي إلى دعم الاتفاق والإسهام في ترسيخه.

التعديل الوزاري
وعن التعديل الوزاري الذي شهدته حكومة الإمارات مؤخراً، أكد القرقاوي أن القيادة الإماراتية تدرك أهمية التغيير والعمل المتواصل لتلبية متطلبات كل مرحلة على اختلاف سماتها وخصائصها، ولاسيما أن المرحلة الراهنة وما فرضته من واقع جديد تتطلب قراءة مغايرة للأحداث ورسم تصورات متكاملة للتعامل بكفاءة ودقة مع المتغيرات التي مست مختلف أوجه الحياة في القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
واختتم معالي الوزير كلمته بالتأكيد على عزم الإمارات وسعيها المتواصل على التعاون مع دول العالم والاستمرار في اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بتحسين حياة ملايين البشر، لاسيما الأطفال والشباب ومنحهم فرصاً متكافئة.
شارك في القمة العديد من ممثلي الحكومات والمنظمات العالمية ومتخصصين في قطاعات متعددة، حيث ركزت جلسات القمة على سبعة مجالات تشمل نماذج الأعمال الرقمية، والإنتاج المستدام، والبنية التحتية الحضرية، والصحة، ونماذج العمل الجديدة، والابتكار المالي، والتقنيات الرائدة.