الجمعة, 27 ديسمبر, 2024


محمد القرقاوي مفتتحاً فعاليات الدورة الثانية للقمة الحكومية: القمة تجسد رؤى محمد بن راشد في إسعاد المتعاملين
ديسمبر 13, 2022

أكد معالي محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة المنظمة للقمة الحكومية أن القمة الحكومية تأتي تجسيداً لرؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للارتقاء بالخدمات الحكومية بما يحقق السعادة للمتعاملين وتلبية جميع متطلباتهم، مشيراً إلى أن الحكومات تخدم ما لا يقل عن ستة مليارات نسمة حول العالم، ما يجعل المسؤولية الملقاة على عاتقها كبيرة جدا، وتحتم عليها مواصلة البحث في خدمة متعامليها وإسعادهم، مشددا على أن ذلك هو الدور الرئيسي لحكومات المستقبل.

وقال معاليه إن العالم يعيش حالياً تغييرات كبيرة ومتسارعة تحتاج معها الحكومات إلى مراجعة خططها واستراتيجياتها، وتحديث خدماتها وتطويرها والارتقاء بخدماتها وتحسين فعاليتها في صنع السياسات وتطبيقها، وهو ما أشار إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالقول “إن تغير الزمن يفرض تغيير الأدوات .. وبأن الثبات في عالم يتغير هو في الحقيقة تراجع .. وبأن الأفضل في عالمنا اليوم هو الأسرع في مواكبة التغييرات من حوله .. وليس الأكبر في حجمه”.

 

تجمع عالمي

 

وأوضح معاليه في كلمته التي ألقاها في افتتاح فعاليات الدورة الثانية للقمة الحكومية، التجمع الأكبر عالمياً لتطوير الخدمات الحكومية، أن شركات القطاع الخاص تخدم شرائح معينة من المجتمعات قد تقدر بالملايين لدى كبرى الشركات، معتبرا أن القمة الحكومية تحرص على جمع أفضل الخبرات والمواهب عالمياً لتحقيق الهدف الأسمى الذي يتمثل في تحقيق سعادة الإنسان وراحته ورخائه واستقراره.

ولتكون هذه رسالة تقدمها الإمارات للعالم، لإثراء المعرفة وتحديد الأدوات وتبادل الخبرات، لتطوير الخدمات الحكومية. ورحب معاليه بضيوف دولة الإمارات من الوفود الرسمية للدول المشاركة، والمنظمات الدولية من الأكاديميين والإعلاميين والخبراء والقطاع الخاص، ومن القطاعات المختلفة، للارتقاء بالخدمات المقدمة للمتعاملين، والتي تعد أهم مفاتيح الاستقرار والرخاء، وأحد أسرار بناء المجتمعات الآمنة المنتجة والمبدعة.

وفي عرضه للرؤى التي تنتهجها الحكومات في سعيها إلى مواكبة الطفرات التقنية والتكنولوجية الكبيرة التي بدأت في تغيير حياتنا وواقعنا، والتي انعكست على الكثير من مجالات حياتنا، أورد معالي القرقاوي عدداً من التوقعات المستقبلية التي تهدف إلى تحفيز التساؤلات في أذهان الحكومات حول المستقبل وطريقة تعاطيها مع التحديات التي يفرضها على جميع الصعد بدءاً بقطاع التوظيف والرعاية الصحية والتقنيات الوراثية وسلوك الأفراد وتطورهم النفسي والتعليم وانتهاء بتطور تقنيات الكومبيوتر ووسائل الاتصال.

 

إشادة بالقمة

وقدم القرقاوي بعد إلقاء كلمته البروفيسور كلاوس شواب، مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس” الشريك الاستراتيجي للقمة الحكومية، والذي ألقى الكلمة الرئيسية للقمة حيث أشاد بتنظيم القمة الحكومية واتخاذ قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة لهذه المبادرة المهمة التي تعزز دور الحكومات وجهودها في تحقيق السعادة لشعوبها التي أصبحت تشكل أولوية رئيسية للحكومات.

وقال البروفيسور شواب في جلسته إن الحوكمة تتخذ أشكالاً متعددة فمنها الشكل التقليدي للحوكمة والتي تتصف بالبيروقراطية، وهي حزمة عملية من الخدمات التي تقدمها الدول للمواطنين، والنسخة الثانية التي تعتمد على استخدام التكنولوجيا الجديدة ليس فقط لتأمين الخدمات للمواطنين، بل للتواصل معهم بهدف خدمة المجتمع ككل.

والنسخة الثالثة للحوكمة وهي النموذج الذي يتشارك فيه المتعاملون مع الحكومات لتأمين أفضل الخدمات لمجتمعات المستقبل، والتي ترتقي بأداء الحكومات لتتحول إلى مايمكن تسميته “رواد الأعمال في الخدمة الاجتماعية”.

وتحدث شواب عن ثلاث قوى محركة لحكومات المستقبل، تتمثل القوة الأولى في التطور الهائل في البيانات التي يشهدها العالم اليوم، حيث تستطيع الحكومات الوصول إلى كافة المعلومات والتفاصيل الخاصة بالمواطنين، ويمكنها بالتالي استخدام هذه البيانات بشكل إيجابي أو سلبي، ما يحتم ضرورة عمل الحكومات على ضمان الاستخدام الأمثل لهذه البيانات وتفادي تطور الأمور على النحو الذي قد يؤدي إلى إساءة استخدامها.

وتتمثل القوة الثانية في التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص وتأسيس مفهوم الشراكات المتعددة الأطراف على الصعيد العالمي، والذي يتوقع البروفيسور شواب أن تقوم الحكومات في المستقبل بخلق وقتها الذاتي ومجتمعاتها الاجتماعية، أما القوة المحركة الثالثة فهي أنماط تشكيل المدن وإنشائها لأنها ستكون المفتاح لتزويد المواطنين بالخدمات وتأمين السعادة للناس، إذ إن الحكومة والمدن هي التي تؤمن الإجراءات الحقيقية التي تضمن تطبيق أفضل الأنظمة وتصنع السعادة للناس.

 

ثورة تكنولوجية

وأشار شواب إلى أهمية ممارسة الثورة التكنولوجية والتمرس بها، إذ إنه وبعد مرور نحو 10 سنوات على ظهور مايمكن تسميته المجتمعات المدنية والتي نشأت بعد ظهور الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة، فإن الثورة التكنولوجية لم تغير بشكل أساسي كيفية القيام بالأشياء فقط، بل قامت بتغييرنا نحن أيضاً، وإن الكيفية التي ينبغي علينا أن نتمرس فيها بالتكنولوجيا تمثل التحدي الأكبر الذي لاتواجه الحكومات فحسب، بل تواجه البشرية جمعاء.

وفي معرض حديثه عن ما يمكن توقعه من حكومات المستقبل، قال شواب إن الحكومات يجب أن تكون نموذجاً يحتذى به في اعتماد التكنولوجيات الجديدة، والتعاون مع كافة الأطراف المعنية خاصة في قطاع الأعمال، إلى جانب تركيزها بشكل كبير على التعليم والتربية لتطوير المواهب والكفاءات من أجل المستقبل، وشدد على أن الحكومات يجب أن تتحول إلى رواد أعمال في الخدمة الاجتماعية.

وشملت الجلسة حوارا تفاعلياً أجاب شواب على سؤال يتعلق بمفهومه للقيادة بقوله إن القيادة برأيه تتمثل في أربعة أمور وهي الأذهان، حيث ينبغي على القادة أن يتحلوا بالحكمة والفهم العميق لما يدور حولهم، والأرواح، إذ ينبغي عليهم أن يتمتعوا بالقيم والمبادئ وأن يمتلكوا بوصلة داخلية ترشدهم إلى الطريق الصحيح، والقلوب، إذ يجب أن يكونوا شغوفين بعملهم ويتعاطفوا مع من حولهم، والأمر الرابع أن القائد يجب أن يكون جيداً في عمله ومحترفاً ويقبل التحديات، منوهاً أن قلة من القادة يمتلكون جميع هذه الصفات إلا أنه هناك قادة موجودون في دولة الإمارات العربية المتحدة.

 

مواكبة المتغيرات

تحدث معالي محمد القرقاوي عن إيمان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأن تحسين الإدارة الحكومية هو الاساس في سرعة مواكبة المتغيرات من حولنا على اختلافها، نظراً للأهمية الكبيرة التي يتمتع بها تطوير علم الإدارة الحكومية لأن طموح المتعاملين ومتطلباتهم أصبح أكبر والهدف والعمل على تحقيقها أصبح أشمل وأسمى وأنبل.

وقال إن حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة تؤمن بأن تطوير العمل الحكومي، والإدارة الحكومية، والمنتجات الحكومية، هو الأمر الأكثر إلحاحاً وأهمية في هذا الإطار لخدمة الناس وراحتهم”.

وأضاف معالي محمد القرقاوي إن رسالة القمة الحكومية في الإمارات، والتي نقلها بوضوح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “رعاه الله” خلال القمة الحكومية الأولى، تتمثل في أن تطوير العمل الحكومي هو المفتاح لتحقيق سعادة المتعاملين، والأساس لتوفير الفرص الجديدة وبناء الأمل لأجيال جديدة من الشباب.

المصدر: صحيفة البيان