الخميس, 26 ديسمبر, 2024


8 محطات رئيسية في قصة بناء متحف المستقبل
يناير 21, 2024

«لن نعيش مئات السنين، ولكن يمكن أن نبدع شيئاً يستمر لمئات السنين»، كلمات لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تزين واجهة متحف المستقبل وتعكس فكر سموه الاستباقي في عدم انتظار المستقبل، ولكن التحرك باتجاهه وصناعته بمرونة وانسيابية تحاكي الإيقاع التنموي والسريع لدبي لأنها لا تعمل لجيل واحد، ولا تنظر إلى مستوى بصرها ولا تريد أن تكون عابرة في التاريخ الإنساني، بل لأنها تؤسس للأجيال القادمة وتخطط لمستويات غير منظورة وتعمر كي تكون حاضرة بين الأمم المؤثرة التي تصنع التاريخ.

عام انقضى على افتتاح متحف المستقبل، الأيقونة العلمية والمعرفية التي فتحت أبوابها للعالم في 22 فبراير 2022، إحدى بصمات دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة المؤثرة في مأسسة استشراف المستقبل، وترسيخ مكانة دبي كمختبر عالمي للإبداع ومنصة لتجربة الأفكار الجديدة. دبي ماضية في التعمير والتنمية، وهنا نبحر في مراحل تأسيس متحف المستقبل منذ كان فكرة إلى أن أصبح من أهم المعالم العالمية في صناعة التأثير الإيجابي.

2014.. أصل الفكرة في «قمة الحكومات»

بالتخيل يصنع المستقبل وبالتصميم تطور الحكومات خدماتها. في فبراير 2014، نظمت القمة العالمية للحكومات «متحف الخدمات الحكومية المستقبلية» كمعرض مصاحب لأعمالها، وكانت هذه البذرة الأولى لانطلاق المنارة العلمية متحف المستقبل، والذي هدف إلى استعراض شكل الخدمات في المستقبل بمختلف القطاعات الخدمية والصحية والاقتصادية والتنموية، وملامح المستقبل وما يحمله من فرص وتحديات، تجسيداً لفلسفة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، الذي جعل استشراف المستقبل جزءاً محورياً من العمل الحكومي، وأطلق مبادرات لدعم هذا الفكر أبرزها متحف المستقبل.

وعبر سموه عن الأهمية الاستراتيجية للمتحف لدى تدشينه في القمة العالمية للحكومات باعتباره عين الإمارات على المستقبل في الابتكار والخدمات الحكومية، حيث قال سموه: «المستقبل يحمل تغييرات تقنية كبرى نسعى لمواكبتها.. والحكومة ستسعى خلال الفترات المقبلة لبناء شراكة وتكامل مع القطاع الخاص لصناعة حياة مختلفة للمجتمعات، كما سنقوم بتوفير بيئة متكاملة في حكومة الإمارات لتجربة كل ما هو جديد في عالم التقنية والإبداع».

وعمل على متحف الخدمات الحكومية المستقبلية الذي يجسد فكرة «تصميم الخيال» 100 مصمم وتقني وفنان وباحث من أكثر من 18 دولة، واحتضن العديد من الأفكار الإبداعية. واستغرق تطويره أقل من 6 أشهر، بدءاً من التصور الأولي وصولاً إلى الإطلاق الرسمي له في «قمة الحكومات». وكانت هناك رؤية واعدة للمتحف ليتطور إلى مستوى أكبر ويتحول من متحف مؤقت إلى متحف دائم ورائعة من روائع المتاحف العالمية.

2015.. إطلاق متحف المستقبل

خلال الدورة الثالثة من القمة العالمية للحكومات في فبراير 2015، تم تغيير مسمى «متحف الخدمات الحكومية المستقبلية» إلى «متحف المستقبل»، ليلحق ذلك إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، لمشروع متحف المستقبل في 3 مارس 2015، تجسيداً لفكر سموه في أن تلعب دبي والإمارات دور المؤثرين وليس المتأثرين بالمستقبل. وكلف سموه معالي محمد عبدالله القرقاوي، نائب رئيس مجلس الأمناء العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، رئيس متحف المستقبل، بالإشراف على المشروع في توقيت تزامن مع «عام الابتكار»، ترسيخاً لمكانة الدولة كمختبر عالمي للإبداع والأفكار الابتكارية، حيث يضم المتحف مختبرات للابتكار في الصحة والتعليم والمدن الذكية والطاقة والنقل ومتحفاً دائماً لاختراعات المستقبل. وجاء وقع إنشاء المتحف مفاجئاً لدى البعض، فعلى عكس المتاحف التي تعرض الماضي، هذا المتحف يعرض المستقبل.

وقال سموه لدى إطلاق المشروع: أعلن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان 2015 عاماً للابتكار، واليوم نعلن عن جديتنا في تحويل الإمارات لوجهة عالمية رئيسية في مجال الابتكار، متحف المستقبل سيكون حاضنة للأفكار، ودافعاً للابتكار، ووجهة للمخترعين والرواد من كل أنحاء العالم.

وأطلق سموه في حفل الإعلان عن المشروع مقولته الشهيرة: «المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه.. المستقبل لا ينتظر.. المستقبل يمكن تصميمه وبناؤه اليوم».

ووجه سموه بإنشاء «مؤسسة دبي لمتحف المستقبل» كمؤسسة وقف بحثي تعنى بالإشراف على المتحف. ولضمانة استمراريته للأجيال القادمة، وأمر بتخصيص وقف لمشروع متحف المستقبل. كما وجه سموه بتشكيل مجلس أمناء للمؤسسة برئاسة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وعضوية عدد من الوزراء للإشراف على مشروع المتحف وضمان تحقيق مستهدفات القيادة في أن يكون الحاضنة الكبرى للابتكار في الوطن العربي.

وكان من أبرز المشاركين في المتحف على هامش القمة العالمية للحكومات عام 2015 الروبوت أسيمو الذي استعرض قدراته أمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وعرض المتحف نماذج للطائرات من دون طيار التي ستستخدمها الحكومات مستقبلاً لتقديم خدماتها للجمهور.

بدء التنفيذ.. قانون المتحف

في 8 أغسطس 2015، دخل مشروع متحف المستقبل حيز التنفيذ، حيث أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، قانون إنشاء متحف المستقبل رقم «19» لسنة 2015، والذي نص كذلك على قانون إنشاء «مؤسسة دبي لمتحف المستقبل» وتشكيل مجلس أمناء للمؤسسة برئاسة ولي عهد دبي، إضافة إلى إصدار سموه قانون «رسم درهم الابتكار»، ويأتي ذلك تعزيزاً لتوجهات الدولة في دفع مسيرة الابتكار ضمن جهود تصميم مدن المستقبل الذكية.

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: ثروة العلم والمعرفة والعقول المبدعة هي الثروة الحقيقية التي يمكن الاعتماد عليها لتأمين مستقبل أبنائنا وأن التحول لاقتصاد المعرفة يتطلب تطويراً للكوادر، وتحفيزاً للابتكارات، ومواكبة للثورات العلمية الجديدة.

2016.. إطلاق مؤسسة دبي للمستقبل

شهد العام 2016 محطة مهمة في مسيرة المتحف، حيث أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في 25 أبريل 2016 مؤسسة دبي للمستقبل كمؤسسة وقف بحثي مستقلة، وأسند إليها الإشراف على بناء وتنفيذ مشروع المتحف، ومن هناك تسارعت وتيرة الإنجاز وأخذ المتحف يبصر النور شيئاً فشيئاً إلى أن أخذ موقعه الاستراتيجي بين أبراج الإمارات ومركز دبي المالي العالمي.

2017.. أعمال البناء تتصاعد

ارتفعت أعمال بناء المتحف على الأرض في 2017 ليتخذ شكل الحلقة البيضاوية، ولم يبنى بالطريقة التقليدية، حيث جرى استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لطباعة أجزاء كبيرة ورئيسية منه.

وتعد عملية تشييد المتحف وتصميمه من الأكثر تعقيداً نظراً لعدم وجود أعمدة أو دعامات في هيكله وإنما طوعت شركة الهندسة تقنيات متطورة جعلته يظفر بلقب «أكثر المباني انسيابية» في العالم، إضافة إلى مراعاته لنموذج البناء المستدام.

وصممت الواجهة الخارجية بأسلوب هندسي خاص يوظف أحدث التقنيات المتطورة في عمليات التصميم والإنشاء، وتم بناء البنية الهندسية للمتحف بالتعاون بين «بي أيه إم إنترناشيونال» المقاول الرئيسي و«بورو هابولد للاستشارات الهندسية» الجهة المصممة للهيكل الهندسي.

دلالات المعنى

ويحمل تصميم المعجزة الهندسة الرائعة دلالات عدة، حيث يشير التصميم الدائري إلى الإنسانية جمعاء، ويرمز الفراغ في وسطه إلى المستقبل المجهول في حين أن التلة الخضراء التي بني عليها تعكس ارتباط الإنسان بالأرض.

وتضم الواجهة الخارجية للمتحف الذي يصل الماضي بالحاضر ويتحدث العربية ثلاثة اقتباسات لسموه والتي أبدعها الفنان مطر بن لاحج بالخط العربي، وهي: «لن نعيش مئات السنين، ولكن يمكن أن نبدع شيئاً يستمر لمئات السنين»، و«المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه.. المستقبل لا ينتظر.. المستقبل يمكن تصميمه وبناؤه اليوم»، و«سر تجدد الحياة وتطور الحضارة وتقدم البشرية يكمن في كلمة واحدة هي الابتكار». هذه الاقتباسات بتميز معناها جسدت جماليات خط الثلث بمنحنياته الحادة وتراكيبه الهندسية الدقيقة، فيما استغرق بن لاحج 4 أشهر للعمل على تصميم العمل الفني. ويعكس استخدام لغة الضاد على امتداد بنيان المتحف رسالة عميقة مفادها أن هذه الأرض العربية ومن متحف المستقبل سنشهد انطلاقة علمية ومعرفية لدفع جهود استئناف الحضارة العربية، فالمنطقة احتضنت بيت الحكمة ودور العلم والعلماء في العصر الذهبي ونقلت معارفها للعالم باللغة العربية، وهي في طريقها لبث الأمل وتمكين المفكرين واحتضان النوابغ وتكريمهم.

2018.. إنجاز البنية الهيكلية للمتحف

في 2018.. كان المتحف قد قطع منتصف المسافة وتبقى النصف الآخر، حيث تم إنجاز البنية الهيكلية وجرى وضع القطعة الأخيرة خلال فعالية عقدت في 20 نوفمبر بحضور معالي محمد القرقاوي، والذي أشار إلى أن المتحف يجسد فكر ورؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لمستقبل دبي ودولة الإمارات، وسيلعب دوراً أساسياً في رسم خارطة الطريق للتوجهات المستقبلية والقطاعات الاستراتيجية في دبي، وسيكون مركزاً للعلماء والخبراء والمبتكرين والمبدعين من جميع أنحاء العالم، لتصميم وصناعة مستقبل أفضل للإنسانية.

2020.. تركيب القطعة الأخيرة من الواجهة

العمل لا يتوقف في الأزمات ولكنها تدفعه قدماً إلى الأمام والتحديات ستتبعها انفراجات، هذا هو فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وهذا هو أسلوبه في القيادة.. حمل عام 2020 تحدي وباء «كوفيد 19» الذي جُمدت خلاله الكثير من المشاريع حول العالم، لكن في دبي استمر العمل وقارب المتحف محطاته الأخيرة. في 3 أكتوبر 2020، شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وضع القطعة الأخيرة من واجهة متحف المستقبل التي أكملت التصميم الخارجي بــ 1.024 قطعة متراصة جعلته يظهر كالجوهرة المتلألئة. ووقع سموه عليها ليدخل المتحف المرحلة النهائية في عملية البناء استعداداً لافتتاحه.

وذكر سموه حينها: هدفنا ليس بناء معجزات هندسية.. هدفنا بناء معجزات بشرية تستطيع استخدام المتحف لبناء مستقبل أفضل. ودبي مستمرة في البناء.. الإمارات مستمرة في الإنجاز.. العالم مستمر في الحركة والتقدم لمن يعرف ماذا يريد.

وأضاف سموه: متحف المستقبل مع أبراج الإمارات والمركز المالي العالمي والمركز التجاري ستكون المنطقة الأكثر ابتكاراً وإبداعاً وتأثيراً في صناعة المستقبل ودفع مسيرة الاستدامة والتنمية.

وشكل المتحف علامة فارقة في الإبداع الهندسي والعلمي وقوة الخيال واكتسب شهرة عالمية قبل افتتاحه، مؤكداً عشق الدولة للريادة والبحث عما هو فريد وغير مألوف في مشاريعها.

واستخدم الفولاذ في تصميم الواجهة الخارجية للمتحف وتم إنتاجها باستخدام أذرع آلية مؤتمتة تعتمد خوارزميات دقيقة لتصميم قوي وانسيابي، وواجهة مصقولة تعكس حرارة أشعة الشمس من جهة وتسمح بدخول الضوء في النهار لتعزيز إنارة المكان عبر تصميم إبداعي مستدام.

ويتألف كل لوح من ألواح واجهة متحف المستقبل من 4 طبقات من المواد عالية الكفاءة والمتانة، فيما اشتملت عملية إنتاج اللوح الواحد 16 خطوة عملية مترابطة تم إنجازها بحرفية عالية وبعمليات مؤتمتة بالكامل توظف معادلات تصميم دقيقة وتحقق دقة متناهية في تجاور الألواح جنباً إلى جنب دون فراغات أو فروقات في السماكة والكثافة، ما جعل مبنى متحف المستقبل تحفة عمرانية ملهمة.

واستغرق تركيب القطع الـ1.024 للواجهة 18 شهراً، على امتداد مساحتها الإجمالية البالغة 17.600 متر مربع.

2022.. افتتاح المتحف

«متحف المستقبل رسالة أمل.. وأداة تغيير.. ومنصة علمية عالمية.. وآلية مؤسسية متكاملة لاستشراف مستقبل أفضل لنا جميعاً»، بهذه الكلمات دشن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، متحف المستقبل كصرح معرفي جديد في الدولة ومركز للعلماء والخبراء ومستشرفي المستقبل، معلناً سموه بدء مرحلة جديدة من تاريخ الدولة وإمارة دبي في صناعة المستقبل، وذلك في حفل مبهر وتاريخ مميز صادف 22 فبراير 2022.

وقال سموه: إن متحف المستقبل هو انعكاس للخيال الإنساني وتجسيد للإرادة الإماراتية التي تسابق الزمن وتتفوق على نفسها.

ومنذ افتتاحه رسمياً، استقبل المتحف أكثر من مليون زائر من 163 دولة حول العالم.

تصميم مستدام

ويمثل تصميم المتحف نموذجاً للاستدامة في التصميم الإبداعي المستقبلي، حيث تم تصميم واجهته الخارجية من زجاج متطور جرى تصنيعه بتقنيات جديدة خصيصاً لتحسين جودة الإضاءة الداخلية والعزل الحراري الخارجي. كما تم استخدام مصابيح الإضاءة الموفرة لاستهلاك الطاقة LED تمتد في الألواح الخارجية بطول 14 كيلومتراً تمنح واجهة متحف المستقبل مظهراً جذاباً خاصة في الليل.

ويوفر المتحف بنية تحتية متكاملة لتزويد المركبات الكهربائية بالطاقة النظيفة. ويولد المبنى طاقته المتجددة من أشعة الشمس عبر محطة مستقلة خاصة بالمتحف لتجميع الطاقة الشمسية، ويمكن التحكم بأنظمة الإضاءة بشكل كامل يضفي لمسة جمالية على تصميم الخط العربي ويعزز روعة التصميم الخارجي من مختلف الجهات.

انسيابية فائقة

ويتميز هيكل متحف المستقبل بانسيابية كاملة تندمج فيها الواجهات الزجاجية وأنظمة العزل الحراري والهوائي والمائي والهيكل المعدني ككتلة واحدة متجانسة مثل قطرة عملاقة لامعة كمعدن الزئبق.

محتويات المتحف

ويقدم المتحف نظرة على مستقبل قطاع الروبوتات والذكاء الاصطناعي وتأثيرها في حياة الإنسان، ونظرة معمقة على مستقبل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، واللافت أن ما به من مقتنيات تتغير باستمرار مع التقدم العلمي والابتكارات الجديدة على عكس المتاحف التقليدية، ويشكل منظوراً جديداً في التصور العالمي لدور المتحف وتأثيراتها على المجتمعات واقتصادات الدول.

تقنيات مستقبلية

وتم توظيف أحدث التقنيات المستقبلية التي تمثل واجهة التكنولوجيا في مختلف مراحل التصميم والتأسيس والبناء والإكساء، حيث جرى احتساب مستلزمات إنجاز الهيكل الداخلي باستخدام خوارزميات حسابية متقدمة ليضم 2400 قطعة من الصلب المتقاطع وآلاف القطع المثلثة التي تعزز متانة الهيكل الخارجي.

خواص عمرانية

ويتكون المتحف من 7 طوابق ويأتي على مساحة 30 ألف متر مربع وبارتفاع 77 متراً. ويزود المتحف بـ 4000 ميجاوات من الكهرباء التي يتم إنتاجها عبر الطاقة الشمسية من خلال محطة خاصة متصلة بالمتحف تم بناؤها بالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه دبي، مما سيجعل المتحف أول متحف في الشرق الأوسط يحصل على الاعتماد البلاتيني للريادة في تصميم أنظمة الطاقة وحماية البيئة (لييد)، وهو أعلى تصنيف للمباني الخضراء في العالم.

وهناك جسران متصلان بالمتحف، أحدهما يمتد إلى مباني جميرا أبراج الإمارات بطول 69 متراً، أما الآخر مرتبط بمحطة مترو أبراج الإمارات بطول 212 متراً.

مقر للفعاليات والشراكات

ومنذ افتتاحه في فبراير 2022 إلى اليوم، احتضن المتحف العديد من المؤتمرات التقنية والعلمية الدولية والتي بلغت أكثر من 180 فعالية وحدثاً عالمياً في مختلف قطاعات التكنولوجيا وريادة الأعمال والاقتصاد والفضاء والسياحة والثقافة ومختلف قطاعات المستقبل، منها منتدى دبي للمستقبل وملتقى دبي للميتافيرس، ومؤتمر الإعلان عن جائزة محمد بن راشد للنوابغ العرب، وحفل مجلة «تايم» الأمريكية للإعلان عن قائمتها السنوية لأكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم، وغيرها من الفعاليات. وشهد المتحف توقيع عدد من الشراكات مع كبريات المؤسسات والمراكز العلمية والبحثية في العالم، ما يرسخ مكانة دبي كمقر عالمي لمؤسسات استشراف المستقبل، ويعزز مكانتها كمنصة للحوار البناء حول التغيرات والاتجاهات المستقبلية، في مختلف القطاعات التنموية والاقتصادية والعلمية والمجتمعية والإنسانية.

كما استقبل أكثر من 200 وفد إعلامي من مختلف أنحاء العالم على مدار العام الماضي. وزار المتحف خلال هذا العام أكثر من 1000 من الشخصيات العالمية والوزراء والمسؤولين والخبراء، بما في ذلك نحو 20 من قادة الدول ورؤساء الحكومات والوفود الرسمية من كوريا الجنوبية وإستونيا ولوكسمبورغ والصين واليونان وهونغ كونغ وتايلاند ورواندا وموريشيوس وغيرها.

جوائز وتكريمات

ونال متحف المستقبل عدداً من الجوائز العالمية، حيث حصد جائزة «تيكلا» العالمية للبناء لفرادة تصميمه العمراني، إذ لم يشيد أي مبنى في العالم وفق تقنيات مشابهة، ووظف تقنيات متقدمة ميزته عن سائر المباني. ووصفت «أتوديسك» لبرمجيات التصميم متحف المستقبل على أنه أحد أكثر المباني إبداعاً في العالم. واختارته «ناشيونال جيوغرافيك» ضمن أجمل 14 متحفاً على مستوى العالم. وأدرج متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الأمريكي متحف المستقبل في دبي، ضمن قائمة بأهم المتاحف التي ينتظر العالم بشغف افتتاحها وضمت القائمة المتحفين المصري الكبير والوطني للجيش الأمريكي، ومتاحف ماس آرت للفنون في بوسطن، والفن تحت الماء في كوينزلاند بأستراليا، وهارييت توبمان في نيوجيرسي.

وأشادت مجلة «سميثسونيان» الصادرة عن المتحف الأمريكي، بالتصميم المميز لمتحف المستقبل الذي ينسجم مع نمط الحياة العصري في دبي.

وفي يونيو 2022، حل «متحف المستقبل» ضيفاً رئيسياً في القمة العالمية للمتاحف «ستيم – SITEM» في العاصمة الفرنسية باريس في متحف اللوفر، وذلك لما يمثله المتحف من إضافة نوعية جديدة لقائمة المتاحف العالمية، وتعزيزاً للمشهد الثقافي والمعماري العالمي.